جذور الشخصية الليبية وأبعاد تكوينها

الملخص

ينشغل موضوع الدراسة بطرح مسألةٍ جديرةٍ بالبحث، ومُلهمة للتنقيب عنها والغوص في أعماق مدلولاتها، ألا وهي مسألة الشخصية وتجلياتها، والمقصود هنا ملامح ومظاهر شخصية المجتمع الليبي، لا سيَّما بعد المتغيرات التي طرأت عليه. إن مسألة الشخصية الليبية وطرحها لم يعد- فقط- موضوعًا للنقاش والبحث أو ترفًا علميًّا، بل أضحى همًّا من هموم المجتمع الذي مزَّقته الصراعات، وشتَّتته الحروب، وكثرت فيه الأزمات، وساد فيه الاحتراب والخلاف، وظهرت على سطحه مظاهر القبلية، والجهوية، والانقسامية والعنف، وساده التطرُّف والغُلُوُّ، وانتشرت فيه المطالب الفئوية، وزادت فيه حدة الانقسامات ومظاهر الغنف، وصار هناك توجهٌ ممنهجٌ نحو تبديد مقدرات البلاد، واغتنام كل ما تطاله اليد، بعيدًا عن مبدأ الكفاءة، فكانت القرابة، والمصلحة، والأيدولوجيا هي الحاكمة، كل ما سبق يجعلنا اليوم نبحث عن مظاهر، وقواسم مشتركة تجمع ولاتفرق، تؤسس ولا تهدم ، ولعل هذا التمظهر المطلوب يجعلنا نبحث أولًا عن ملامح شخصية المجتمع الليبي: جذورها، وملامحها، وأبعاد تكوينها، وخصائصها؛ كونها الفاعل الحقيقي المبنيّ على قاعدة تتسم بالهشاشة، والضبابية، من خلال الغوص والإبحار في العمق الثقافي، والموروث الاجتماعي، والبُعْد التاريخي، والتعرُّف إلى رأس المال البشري الذي يكوِّنها؛ في محاولةٍ لاستشراف مستقبل المجتمع الليبي وتكويناته، وملامحه.