التوظيف الدلالي للحال (المفردة) في النصّ القرآني

الملخص

موضوع الحال في النحو العربي من الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير بين النحاة والباحثين؛ وذلك لما له من أهمية كبيرة في فهم النصوص، بخاصة إذا كان هذا النص حمّال أوجه – دلاليا- كالقرآن الكريم، وإذا كان النحويون قد تعاملوا مع الحال على أنه فضلة يمكن الاستغناء عنها، فقد عدّه العديد من الباحثين المهتمين بلغة القرآن إحدى المفاتيح المهمة لاستخراج المعاني الواردة في نصوص القرآن الكريم، ومن ثمّ له الأهمية الكبرى في فهم معاني الآيات التي ورد فيها. تكمن أهمية الموضوع في تشعب هذا الموضوع في كتب النحو وتعدد الآراء حوله، وما يحمله هذا الموضوع من الطاقة التعبيرية التي يستخدمها النص القرآني، وقد عرضنا نماذج من نصوص القرآن للتعمق فيه لمعرفة كيف وظّف النصّ القرآني هذا المعنى النحوي. كما عرض البحث العديد من التساؤلات محاولا الإجابة عنها من خلال الوصف والتحليل لدلالة الحال في نصوص القرآن الكريم، حاول الربط بين أقوال النحاة وآرائهم في الحال المفردة وتطبيقاتها في النصّ القرآني. وقد توصل البحث إلى نتائج أهمها: إنّ قول النحاة إنّ الحال من المعاني النحوية التي يمكن الاستغناء عنها قول غير دقيق، ففي كثير من الأحيان يتغير معنى النص القرآني للنقيض عند حذف الحال، ومن النتائج أيضا: إنّ قول النحاة بأنّ الحال تأتي لما يصلح أن نقول فيه (الآن) وقد تقع للمستقبل، وأنها لا تأتي للماضي إلا بتقدير(قد) في الجملة لا يصدق على نصوص القرآن التي وردت فيها الحال، فلم نجد للحال زمنا خاصّا بها، وغيرها من النتائج التي فصلناها في خاتمة هذا البحث.