الدولة بين جبرية التاريخ وحرية الفعل الحضاري قراءة في المشروع السياسي عند ابن خلدون

الملخص

إن الحضارة والدولة توأمان سياميان لا غنى لأحدهما عن الآخر ، فإذا ما ازدهرت الدولة ازدهرت حضارتها وترقت وقويت الدولة وسادت ،وإذا ما اضمحل احدها فإن الذبول سيكون مصير الآخر ، فالدولة غير المستقرة لا تنتج حضارة ، والحضارة المتقهقرة تتقهقر معها الدولة حتى يذوبان معا كحبة رمل بين شدقي التاريخ. تلك جدلية قديمة لطالما صاحبت توسع المجتمع وانتقاله من الشكل البدائي إلى الطور الأكثر تعقيدا وهو لب ( علم العمران ) عند ابن خلدون الذي يستلزم حتما تأسيس الدولة لتقيم حضارتها حتى يتسنى لها لملمة أطرافها نتيجة لهذه الهجرة التي يقوم بها الإنسان من البداوة إلى طور الحضر.