اللاأدرية بين عمر الخيام وإيليا أبي ماضي؛ دراسة مقارنة

الملخص

كان للشعر أهمية كبرى في إظهار أفكار الشاعر فضلاً عن مشاعره، لذا فقد ظهرت لنا فلسفة الكثير من الشعراء من خلال أشعارهم، ولعل الشاعر الأشهر في نشر فلسفته عن طريق أشعاره في الثقافات الشرقية الشاعر عمر الخيام، الذي تأثر به عدد غير قليل من الشعراء على مر العصور واختلاف الثقافات، وقد ظهرت لديه أفكار تؤيد انتماءه إلى الشعراء اللاأدريين، وهو ما ظهر لدى الشاعر اللبناني إيليا أبي ماضي في قصيدة الطلاسم أيضاً، لذا عملنا وفقاً للمنهج التحليلي والتأويلي على دراسة اللاأدرية لدى الخيام وإيليا أبي ماضي، وقد وصل البحث إلى أن كلاً منهما عكس فلسفته في هذا الخصوص في أشعاره، غير أن وضوح ذلك لدى الخيام كان أعمق منه لدى أبي ماضي، كما أن الميادين التي شملت لاأدرية الخيام كانت أوسع منها لدى أبي ماضي، ومن ذلك مثلاً أن الخيام تطرق إلى الذات الإلهية والجنة والنار، كما وصل البحث إلى أن الخيام لجأ إلى الخمر ليتخلص من حيرته تجاه كل مسألة وجودية اعترضته، أما أبو ماضي فقد كان ملجؤه إلى الطبيعة، فبث لها شكوكه، وخفف بذلك من ثقل الحيرة على أفكاره، وغيرها من النتائج. هدف هذا البحث إلى إظهار حيرة كل من الشاعرين من القضايا الوجودية وهو مما لم يطرق مسبقاً في المقالات التي تناولت الشاعرين، وعمل على بيان فكر كل منهما من جانب، والتقريب بينهما من جانب آخر، بغية تسليط الضوء على الدراسات المقارنة التي تتناول هاتين الثقافتين.